لم تكن تتخيل ماريان عبده حين خرجت من بيتها في صباح الجمعة لميدان الحرية لتمارس عملها كمراسلة لإحدي القنوات الفضائية بأن تواجه هذا المصير، حيث وقعت فريسة للبلطجية ممن فرضوا سطوتهم علي هذا الميدان ليشوهوا صورة الثورة والثوار.
البداية كما رصدتها عدسة «روزاليوسف» عندما دخلت ميدان التحرير ترصد آراء بعض المواطنين لبرنامج النور في قناة «C.T.V» المسيحية حيث انهال عليها البلطجية بالضرب والتحرش الجنسي الذي تطور إلي وضع الأيدي في أماكن حساسة ومحاولات لخلع ملابسها أمام الجميع فحاولت الانتحار بقطع شرايين يديها لكنها فشلت.
البعض اكتفي بتصوير المشهد، وتحرك بعض الشباب إلا أن الطلقات الخمس التي أطلقها الضابط أحمد سامي من سلاحه فرقت بعضهم ليحاول بعد ذلك مع شرطي المرور وبعض الشرفاء إخراجها من دائرة البلطجة المغلقة حتي وصلت إلي تاكسي واستقلته بعيداً.
ما لبثت الكارثة أن تحولت إلي فتنة بشائعات المغرضين والمندسين وسط الميدان لإحداث الفوضي متهمين الفتاة المجني عليها بالتبعية لجهات أجنبية وآخرون قالوا بأنها أرادت إحداث فتنة طائفية.
بسؤالها عن سبب عدم تولي المسيحيين المناصب القيادية ورد متشددون أنها أهانت محجبة بسؤالها: ماذا تقولين لزوجك لو تعرضتي لتحرش جنسي في الميدان؟
البطولة في هذا المشهد القاتم كانت للضابط الذي حاورته «روزاليوسف» في مستشفي الشرطة مساء أمس الأول فقال: ما حدث لا يرضي أحداً، فلم يكن في وسعي أن أفكر في شيء إلا إنقاذها وأديت واجبي مهما كانت العواقب.
بعد إنقاذ الفتاة التي لا يهمني دينها أو وظيفتها لم أستطع الهرب من قبضة البلطجية الذين حاولوا ضربي أمام جامع عمر مكرم.
وأردف الضابط قائلاً: لو تكررت هذه الواقعة مرة أخري لفعلت نفس الموقف دون أن أتردد.