تنتشر داخل المجتمع الأمريكي موجة من التدين والإيمان القوي، فيعتبرون أكثر المجتمعات الغربية إيماناً بالقيم الدينية، على العكس من أوروبا التي تسودها العلمانية منذ ما يزيد على عقدين من الزمان.
ويتسم المجتمع الأمريكي بالمواظبة المستمرة على زيارة الكنيسة ومطالعة الكتاب المقدس، بمعدلات تزيد بكثير عن نظيرتها في العديد البلدان المسيحية. كما يشيع عنه استشهاده الدائم بالكتاب المقدس الذي يعتبره المرشد والدليل في مواقف الحياة الأخلاقية منها والسياسية أيضاً.
ويعد الأمريكيون الأكثر رفضاً لزواج المثليين والإجهاض على مستوى كافة المجتمعات الغربية، فضلاً عن رفضهم لأي نوع من السلوكيات التي لا يقرها الكتاب المقدس. إلا أنهم، على الرغم من ذلك، لا يفهمون تعاليم الكتاب المقدس في القضايا الجنسية بشكل ملائم.
ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أمس نموذجا لأسئلة وجهت لمجموعة من الأمريكيين، ووردت في كتاب جديد بعنوان: نصوص غير محمية: التناقضات المدهشة حول الجنس والرغبة بالكتاب المقدس، لمؤلفه جينيفر رايت نوست، وهو أستاذ الإنجيل بجامعة بوسطن، وقس الكنيسة المعمدانية الأمريكية.
وتناقش الأسئلة قضايا الجنس، وهي عبارة عن استطلاع لآراء الأمريكيين في ضوء ما يعرفونه عن الكتاب المقدس مع إتاحة اختيار أكثر من إجابة للسؤال الواحد، ومن أهم الأسئلة المطروحة:
1- الكتاب المقدس يري "الزواج" بأنه: اتحاد مدى الحياة بين رجل واحد وامرأة واحدة - اتحاد رجل واحد مع عدد من الزوجات قد يصل إلي 700 زوجة - غير مرغوب فيه في كثير من الأحيان، لأنه يصرف عن خدمة الرب.
2- موقف الكتاب المقدس من الشذوذ الجنسي: أ) رجس، ب) ينبغي رجم الشاذين بالحجارة، ج) يثير اشمئزاز الناس.
3- يسوع يقول: إن الطلاق مسموح به: فقط بعد المشورة والموافقة- مرفوض كلياً- مسموح فقط في حالة الخيانة الزوجية.
وتوصل نوست، من خلال الإجابات التي حصل عليها، إلى أن فهم الأمريكيين لتعاليم الكتاب المقدس حول الحياة الجنسية غامضة وغير متسقة، كما أنها عرضة للسطو عليها من أصحاب الأيديولوجيات المختلفة لتوجيهها حسبما يريدون؛ مقراً بأنه من بين الأسئلة المطروحة هناك أسئلة انتقائية من جانبه. والغموض منتشر في جميع صفحاته، حتى إن العديد ممن ينظرون للإجابات قد يتملكهم العجب.
وأوضح أنه في الوقت الذي تحرم فيه بعض النصوص الطلاق تأتي أخرى لتسمح به وفق شروط معينة، كما تحدد بعض النصوص الزواج من واحدة فقط، وأخرى تشير إلى زواج النبي سليمان من أكثر من 700 امرأة و300 جارية. ومع حض الكتاب المقدس على الزواج وتقديسه إلا أنه يوصي بالتركيز علي خدمة الرب يسوع، وألا يكون الزواج مانعاً مع التبتل وتجنب الزواج بقدر الإمكان.